التعاون المصري الأفريقي

دراسة حالة رؤية مستقبلية عن العلاقات السودانية المصرية

المقدمة :-

يشهد العالم تحديات ضخمة وتحولات متسارعة في كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية  والأمنية ، تفرض علي الدول والمنظمات الإقليمية والدولية واقع جديد لإعادة تشكيل القوي في المجتمع الدولي ، ولم تكن القارة الإفريقية بعيدة عن ذلك بالرغم من كافة المشاكل والتحديات التي تعاني منها القارة ولا يزال تحقيق التكامل والوحدة الإفريقية حلم يراود دول القارة بالرغم من وجود جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي .

التعاون المصري الأفريقي
التعاون المصري الأفريقي

مصر تمثل جسر التواصل بين إفريقيا والعالم العربي ، فتنمية مصر واستقرارها ينعكس علي الصعيد الإفريقي من خلال الحراك الاستراتيجي الايجابي في العلاقات المصرية الإفريقية ، إلا أن هنالك جملة من القضايا تؤثر في كثير من الأحيان علي عدم استقرار العلاقات السياسية الدبلوماسية بينها وبين بعض دول القارة ، فقد تأثرت العلاقات الوثيقة بين مصر والسودان بالأحداث الكبرى في كل منهما وانعكس ذلك بصورة مباشرة علي الدولة الأخرى وظلت العلاقة بين الدولتين متأرجحة خاصة أن أسباب توتر العلاقات بين عدد من دول القارة يرجع إلي التداخلات الحدودية التي رسمها الإستعمار ، ولتفادي التداعيات السالبة نص ميثاق الاتحاد الإفريقي علي احترام الدول لقدسية الحدود عند استقلالها خوفا من قيام أي صراعات مستقبلية حول الحدود بين الدول الأعضاء ، وعلي الرغم من ذلك حدثت العديد من الصراعات الحدودية بين الدول الأفريقية ، وما عرف بقضية حلايب مثالا لهذا الصراع .

ظلت منطقة حلايب سبب رئيسي من أسباب توتر العلاقة بين البلدين منذ الخمسينات من القرن الماضي والي الآن ، أما بخصوص مياه النيل فقد التزم البلدان باتفاقية 1959والتي تعتبر دستور للهيئة الفنية المشتركة بين دول نهر النيل  وكان هنالك تعاون كبير بين البلدين يظهر بصورة واضحة من خلال إنشاء عدد من المشاريع علي نهر النيل في تلك الفترة ، وقد بدأت بوادر الخلاف تظهر بوجود سد النهضة الذي ترفضه مصر وتطالب السودان بالوقوف معها ومقاومة السد ، الإ أن الموقف السوداني يميل إلي التوازن وذلك بالتزامه بالاتفاقيات السابقة مع مصر بجانب مساندة أثيوبيا في قضية السد. ورغم جميع القضايا العالقة  التي لم تحسم بين البلدين إلا أن ذلك لا يمنع تأكيد العلاقة الأزلية التي تربط البلدين والشعبين والتي تحمل تحديات كبيرة للتعاون في المستقبل خاصة وأن مصر تمر بفترة انتقالية مهمة لتحقيق الديمقراطية ، كما هو الوضع في السودان بعد انفصال الجنوب ، وما يمكن إستخلاصة من كل ماسبق هو محاولة الدولتين تحقيق الاستقرار في العلاقات بينهم وذلك لما له من الأثر في المنطقة العربية والقارة الأفريقية بأكملها.

تطرح الورقة إشكالية رئيسية تتمثل في ماهي التحديات التي تعوق تكامل التعاون المصري الأفريقي ، وماهي تداعيات العلاقات السودانية المصرية على الوضع الاقتصادي والسياسي والأمني للبلدين وأثرها على المحيط الإقليمي ، تهدف الورقة إلى قراءة الواقع السياسي المصري وتحليل العوامل التي تمثل تحد كبير لإستقرار العلاقات السودانية المصرية ، وتطرح الورقة فرضية أساسية هي ضرورة تحقيق علاقات سلمية دبلوماسية بين السودان ومصر ، فهي من أهم العوامل التي تشكل تحدياً أمام بناء التعاون المصري الأفريقي ، استخدم الباحث عدد من المناهج في الدراسة منها : المنهج التاريخي لدراسة الدور المصري في المنطقة العربية والإقليمية وتطور العلاقة بين السودان ومصر ، كما تناولت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي وذلك لما استدعته الضرورة لبناء إطار نظري يفسر العلاقة بين المتغيرات ولقراءة واقع تجربة التعاون المصري الأفريقي ، كما استخدم منهج دراسة الحالة الذي يناقش العلاقة بين السودان ومصر ويضع رؤية مستقبلية عن العلاقات السودانية المصرية ، وقد تقيدت الدراسة بحدود مكانية هي القارة الأفريقية والسودان ومصر على وجه الخصوص وحدود زمانية منذ 1989 والى الآن .

تناقش الورقة المحاور الآتية :-

أولاً : التعاون المصري الأفريقي

ثانياً : الوضع الاقتصادي والسياسي في مصر وتأثيره على السودان

ثالثاً : التحديات التي تؤثر على إستقرار العلاقة بين مصر والسودان

رابعاً : رؤية مستقبلية عن العلاقات السودانية المصرية

              د.الهام النور سلمان النور

نائب عميد كلية العلوم السياسية والدراسات الإستراتيجية- جامعة الزعيم الأزهري

قد يعجبك ايضا
اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد