تأثير التكنولوجيات الحديثة على الهوية الثقافية العربية

دراسة في استخدامات الشباب للغات الهجينة

         إن اللغة أو النظام الرمزي هو رابط تطور الوعي البشري بتنمية عقل الإنسان أي مكون الحضارة والتاريخ الإنساني. ومما لا شك فيه أنه المهيكل للثقافة من جهة والهوية من جهة ثانية. وفي ظل ما يعيشه العالم العربي من غزو للإلكترونيات يواجه شبابه رهان استخدام الشبكة العنكبوتية في بناء ثقافة مستقبلية ينبغي أن تكون منفتحة وتعدديّة، وقادرة على التفاعل مع الثقافة الكونيّة على قاعدة النديّة إذ بإمكان الثقافة العربيّة الإسلامية أن تساهم في بلورة القيم الكونيّة، وأن تحترم ثقافة الآخر من منظور متساوٍ.

دراسة في استخدامات الشباب للغات الهجينة
دراسة في استخدامات الشباب للغات الهجينة

    وتندرج الدراسة الحالية التي تُعنَى بالكشف عن تأثير التكنولوجيات الحديثة على الهوية الثقافية العربية من خلال دراسة استخدامات الشباب للغات الهجينة  ضمن الدراسات التي تناولت موضوع الثقافة والحداثة. وقد أُدرج هذا المصطلح؛ أي الحداثة لتفسير البُنى الجديدة والسلوكيات المكتسبة لدى المجتمع في تكوينه وأدواره والعلاقات داخله ووظائف أفراده. ورغم صعوبة تحديد معايير دقيقة للحداثة نظرا لاختلاف المرجعيات في بناء هذا المفهوم إلا أن المتفق عليه أن استخدام التكنولوجيات الحديثة للإعلام هو أولى مظاهر الحداثة.

      وتهدف الورقة البحثية إلى الكشف عن محددات العلاقة القائمة بين التكنولوجيات الحديثة والهوية الثقافية العربية في بعدها اللغوي عبر دراسة استخدامات الشباب للغات الهجينة؛ إذ أن قيم الحوار والنقاش عبر الميزة التفاعلية المتاحة على الإنترنت فتحت المجال أمام الشباب العربي العصري للقيام بممارسات لغوية نتجت عنها لغات هجينة تعتبر مزيجا من أبرز لغات العالم: اللغة العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الإيطالية والإسبانية. مما أصبح يهدد المكون الرئيسي للهوية العربية الإسلامية.

واستخدمت الباحثتان في هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي الذي يتجه إلى “وصف ما هو كائن وتفسيره، ويهتم بتحديد الظروف والعلاقات التي توجد بين الوقائع وتحليلها.

      وخلصت الباحثتان في النهاية إلى تنام ملحوظ لخطر محدق يطال الهوية العربية الإسلامية عبر اضمحلال اللغة العربية وزوال أركانها الفظية والمعنوية. ومن أهم التوصيات التي أسفرت عن الدراسة؛ تكثيف الاهتمام بدراسة المجتمع العربي في ظل غزو الإلكترونيات، إذ أصبح أكثر من أي وقت مضى مختبرا غنيا وخصبا. أضاف مسؤوليات جسيمة لجل الباحثين العرب في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

الكلمات المفتاح: تكنولوجيات الاتصال، الهوية العربية، اللغات الهجينة.

سميشي وداد [1]                                    قجالــــــي آمنة[2]

[1] أستاذ محاضر – علوم الإعلام والاتصال  –  جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي الجزائر

[2] أستاذ مساعد قسم أعلوم الإعلام والاتصال

قد يعجبك ايضا
اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد