الدراسات الأفريقية بالعراق قراءة في الحصيلة التحديات والآفاق

ملخص

لاشك أن مجال الدراساتالأفريقية كحقل علمي اكاديمي تخصصي لم يكن في ضمن مجال اهتمام المؤسسات العلمية العربية بمقدار ما كان موضع اهتمام الدول الغربية انسجاما مع الاهداف الاستراتيجية التي فرضتها عليها عملية الاندفاع نحو الخارج الاوربي في ضمن حركة استكشافية تمكنت من خلالها من اكتشاف العالم الجديد فضلا عن القارة الافريقية. فقد اغرت الامكانات المادية والمعنوية التي تشتمل عليها القارة الافريقية الدول الغربية ـــ افرادا ومؤسسات ــــ على دراسة القارة تاريخيا وجغرافيا وعرقيا ودينيا وثقافيا وغيرها قبل أن يتحول إلى مصدر معلوماتى تستغله كل الدولوالكيانات السياسية والاقتصادية المعاصرة من أجل الاستفادة مما يقدمه من امكانات هائلة للمضي قدما في تحقيق أهدافها الاستعمارية الجديدة.

والسؤال الذي يمكن ان يجد له موضعا في هذا المجال البحثي هو أين الدول العربية من الدراسات الأفريقية؟فالخارطة العلمية لمراكز البحوث والدراسات المتخصصةفي الشأن الإفريقية نجدها فقيرة ومحدودة فيبعض الدول العربية وتحديدا دول التداخل العربي الافريقي ـــــ مصر، السودان، الجزائر، المغرب ــــ وهي تمتلك رسالة وأهداف مشتركة،لكن هل من تنسّق بينها او شراكات في هذا المجال يفضي الى تبادل الخبرات والمعلومات؟ وهل سعت هذه المراكز لتحفيز الدول العربية الاخرى ــــ كالعراق مثلا ـــــ من اجل الاستفادة من هذه الخبرة المتراكمة في مجال الدراسات الافريقية؟ ، او انها سعت الى توجيه المراكز البحثية القائمة حاليا والتي تتوفر لديها امكانيات مادية ربما لو تم توظيفها في مجال الشراكات البحثية في الدراسات الافريقية لأحدثت قفزة علمية في هذا المجال (كما في المراكز البحثية لدول الخليج مثلا)؟

الدراسات الأفريقية بالعراق قراءة في الحصيلة التحديات والآفاق
الدراسات الأفريقية بالعراق قراءة في الحصيلة التحديات والآفاق

لقد مر حقل الدراسات الأفريقية داخل إقليم القارة الأفريقية بعدة مراحل مختلفة،تميزكل مرحلة منهابسمات وخصائص معينة سواءمن حيث اختلاف القضايا المعالجةعلى راسها عمليات ممارسة الديمقراطية وأثر التعددية في المجتمعات الأفريقية  والتي  باتت تشكّل واحدةً من أكثر الد راسات الصعبة والمثيرة للجدل، ليس فقط داخل أفريقيا، ولكن في كلّ المحافل الإقليمية والدولية المعنية بالشأن الإفريقي.،أومن حيث تعدد الاتجاهات والرؤى والمقاربات والأدوات المنهجية الموظفة.

وهنا تبرز بوضوح التجربة المصرية وتحديدا معهد البحوث والدراسات الافريقية كمؤسسة علمية بحثية متخصصة في مجال الدراسات الافريقية وخصوصا أفريقيا جنوب الصحراء، ومدى تمكنه منتطويرالدراساتوالأبحاثمنهجياومعرفيا، اذ اصبح هذا المعهد ذا أهميةبالغةبحكمالمخرجات العلمية من ملفات وابحاث ورسائل علمية تعالج القضايا الأفريقية منجهة، وتعمل على تقارب العلاقاتالعربية –الأفريقية بشكل عام من جهةثانية. وعليه السؤال المماثل ماهى “حصيلة البحث العلمى الأفريقيى في الدول العربية العراق نموذجاً من الاستقلال حتى الآن.

وقد عرف البحث العلمي الأفريقى خلال العقود الأخيرة، ولاسيما خلال الفترة الممتدة من تاريخ حصول القارة الأفريقية على الاستقلال إلى الآن، تراكما عربياً مهما ،ورصيدا متنوعا لايستهان به شكلت فيه الدراسات الإفريقية إحدى الحقول المعرفية التي حظيت فيها قضايا الصراعات والحدود والانقلابات العسكرية والابوية السياسية والفساد باهتمام الباحثين سواء على المستوى الوطني  العربى الأفريقيى أو الدولي الغربى ،لذلك وفي هذا السياق تأتي أهمية المراكز البحثية، والتى تعتبر مراكز الأبحاث أحد أهم روافد صناعة السياسات في الغرب، وتأتي إسرائيل ـــ التي تعتبر منافسا قويا في هذا المجال ــــ على رأس الدول التي تهتم بتلك المراكز، حيث أدركت مبكرًا أهميتها خاصة في تحقيق مكاسب لها في صراعها مع الدول العربية؛ لذا أنشأت أكثر من خمسين مركزًا، منها ما يهتم بالأمور الداخلية من السياسة والاقتصاد، ومنها ما يهتم بالأمور والسياسات الخارجية من العلاقة مع العرب إلى الغرب مرورًا بآسيا وأفريقيا، ومنها ما يهتم بالدراسات الأمنية أو الشئون العسكرية.

الإشكالية .

ما مدى حضور الدراسات الأفريقية في الجامعات والمراكز والمؤسسات البحثية العربية  ؟ وما هي العوامل التاريخية التي تتجاذب هذا التراكم المعرفي ؟ و ماهي الخصوصيات التي طبعت كل واحد منها ،والقضايا التي عالجتها  الدراسات العلمية والبحثية ، وكذا الإشكاليات التي يطرحها على المستويين المعرفي والمنهجي.

 

الفرضية.

عاني البحث العلمي ومؤسساته في المجال الأفريقي في الدول العربية مشكلات عديدة، في التخطيط، والتمويل، والتنسيق، وعدم الاهتمام بدور البحوث الأفريقية  ومخرجاتها، وكيفية الاستفادة منها في استعادة العلاقات العربية الافريقية قوتها التي برزت في منتصف القرن العشرين والعمل على بناء منظومة العلاقات الدولية بين العرب والافارقة خصوصا مع وجود دول التداخل العربي الافريقي ( الشمال الافريقي).

الأسئلة البحثية

1- أين موقع الدراسات الأفريقية على الخريطة البحثية العربية ؟

2- ماهى التجارب البحثية الناجحة في تراكم حقل الدراسات الـأفريقية العربية؟

3- ماهو مفهوم مراكز الأبحاث المعاصرة ، وماهو الدور المنوط بمراكز الفكر والدراسات الاستراتيجية الأفريقية ، وماهى دورها في عملية صناعة القرار بالدول العربية والافريقية ؟

4- دخول العراق حقل الدراسات الأفريقية ؟

تقسيم الدراسة

المطلب الأول:خريطة الدراسات الأفريقية في العالم العربي .

المطلب الثانى: التجربة المصرية في الدراسات الأفريقية .

المطلب الثالث: العراق في طريق التراكم المعرفي الافريقي بين التحديات والآفاق .

أ/هاشم سرحان سلمان

العراق

قد يعجبك ايضا
اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد