الفرق بين حروف أمَّا و أمَا و إمَّا في اللغة العربية بشكل مفصل

الفرق بين حروف أمَّا و أمَا و إمَّا في اللغة العربية

 

استخدام حروف أمَّا و أمَا و إمَّا يرد بشكل متكرر في اللغة العربية، ستجد هنا كلاما موجزا يجمع لك أمثلة حول هذه الحروف.

الفرق بين حروف أمَّا و أمَا و إمَّا في اللغة العربية بشكل مفصل
الفرق بين حروف أمَّا و أمَا و إمَّا في اللغة العربية بشكل مفصل

 

أولا: أحكام أمّا بفتح الهمزة وتشديد الميم:

أمَّا بفتح الهمزة وتشديد الميم : حرف شرط غير جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، جوابه مقترن بالفاء ، وله أمثلة كثيرة في القرآن الكريم

نحو قوله تعالى في سورة الضحى: {فأمَّا اليتيم فلا تقهر}  وقوله تعالى في سورة الكهف:
(سأُنبِّئُك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً. أمّا السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر ) … (وأمّا الغلام فكان أبواه مؤمنَيْن) …(وأمّا الجِدارُ فكان لغُلامَيْن)

 

وقوله تعالى في سورة النساء : (أمّا الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيُدخِلهمْ في رحمةٍ منه وفضل)
وفي سورة الواقعة:  (فأمّا إنْ كان من المقرَّبين فَرَوْحٌ وريحانٌ وجنَّةُ نعيم) (وأمّا إنْ كان من أصحاب اليمين فسلامٌ لكَ من أصحاب اليمين) (وأمّا إنْ كان من المكذّبين الضّالِّين فنُزُلٌ من حميم)

 

ونحو: (الطلاّب أقسام، فأمّا المجتهد فناجح، وأمّا الكسلان ففاشل،)، وتلزم الفاءُ جوابَها أبداً

و لا يفصِل بين (أمّا) وفائها، إلا اسمٌ، نحو: (أمّا أحمد فمسافر)، أو شرط نحو: (أمّا إنْ كنت تقيا فرحمة الله تغشاك)..

 

أجمع النحاة  على أنّ (أمّا) تحتاج إلى جواب، وأن الفاء تلزمه أبداً.

إذا كان الأمر كذلك فماذا نقول في توجيه قوله تعالى في سورة آل عمران: «فأمّا الذين اسودّتْ وجوهُهُمْ أَكَفَرتُمْ بعدَ إيمانكم» حيث لا توجد في الآية فاء الجواب.

كما يبدو في الظاهر. وسبب ذلك أنّ في الآية حذفاً، إذ الأصل: (فأما الذين… فيقال لهم: أَكفرتم بعدَ إيمانكم؟).

وحذفُ فعل القول في القران الكريم كثير، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى في سورة الجاثية:  «وأمّا الذين كفروا أَفَلَم تكن آياتي تُتلى عليكم؟» 

هنا حذفٌ أيضا، إذ الأصل:  (وأمّا الذين… فيقال لهم: أَفَلَم تكن آياتي تُتلى عليكم؟)

أمَّا و أمَا و إمَّا في اللغة العربية
أمَّا و أمَا و إمَّا في اللغة العربية

 

ثانيا: أحكام أمَا بفتح الهمزة وتسهيل الميم

 

أمَا بفتح الهمزة وتسهيل الميم حرف تنبيه  أو حرف استفتاح ، لا محل له من الإعراب،

تُكسَر بعدها همزة (إِنَّ)، نحو: (أمَا إنه ليجتهد) وتكثر قبل القسم  مثال ذلك قول القائل : أمَا   والله  إنه لصادق

و نحو (أما والله لتخرجنَّ)

كما تكون (أما) حرف عَرْض، فلا يكون بعدها إلاّ الفعل، نحو: أما تأكل أما تشرب وذلك إذا عرضت عليه فعل الأكل الشرب لترى أيفعلهما، أوْ لا.

 

ثالثا: أحكام إمَّا بكسرالهمزة وتشديد الميم

 

إمَّا بكسرالهمزة وتشديد الميم حرف تفصيل مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وهو حرفٌ لتعليق الحُكم بأحد الشيئين

نحو: (كل إمّا اللحم وإمّا الدجاج) أو الأشياء نحو: (زُرْ إمّا اللحم وإمّا الدجاج وإمّا السمك). وتُلازِم التكرار، كما جاء في المثالين،

ولكنْ قد يُستغنى عن تكرارها بـحرف (أو) نحو: (زُرْ إمّا اللحم أو الدجاج أو البيض]، أو بـ [إلاّ]، نحو: (إمّا أن تقول الحق، وإلاّ فاسكُتْ).

حُكْم ما بعد أما في الإعراب: يُعرَب ما بعدها على حسب موقعه من الجملة : فاعلاً أو مفعولاً أو حالاً  أو غير ذلك.

قال عليّ كرّم الله وجهه يوصي ابنه الحسن: «واعلمْ أنّ أمامك عقبةً كَؤُوداً، … وأنّ مَهبِطَكَ بها لا محالةَ إمّا على جنّةٍ أو على نار»

معانيها: لها خمسة معان:

الأول: التخيير، نحو: (كُلْ إمّا سمكاً وإمّا لحما)، أي: اِختَرْ أحدَهما، ولا تجمَعْهما.

الثاني: الإباحة، نحو: (يا أخي، اِقرأ إمّا كتاباً في الحديث وإمّا كتابا في التفسير)، أي: قد أبحتُ لك قراءتَهما.

الثالث: الشكّ، نحو: (غاب سعيد عن العمل في الأسبوع الماضي إمّا مرّةً وإمّا مرّتين)، إذا لم يُعلَم: أمرّةً غاب أم مرّتين.

الرابع: الإبهام، نحو قوله تعالى في سورة التوبة : «وآخرون مُرْجَوْنَ لأمر الله إمّا يعذبهم وإمّا يتوب عليهم» [9]

الخامس: التفصيل، نحو قوله تعالى في سورة الإنسان: «إنّا هديناه السبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً» [10]

لكن هناك إمّا مركبة من حرفين هما: (إنْ الشرطية + ما الزائدة) وليست هي (إمّا) التي هي للتفصيل والتخيير.

وهذه وردت القرآن الكريم وذلك قوله تعالى في سورة الأنفال: «وإمّا تخافنّ من قوم خيانة فانبذْ إليهم»

نون التوكيد في [تخافنّ]، تلحق فعل الشرط إذا كانت (ما) زائدة داخلة على (إنْ) الشرطية. ولا تأتي بعد (إمّا) التي للتفصيل والتخيير.

كذلك هذه الفاء الرابطة لجواب الشرط في (فانبذْ)، فإنّها لا تصحب (إمّا) التفصيلية.  وأيضا هي غير مكررة  في الآية.

ومثل ذلك نحو قوله تعالى: «فإمّا ترَيِنَّ مِن البشر أحداً فقولي» في سورة مريم.

وقال الشاعر:

فَإِمّا أَن تَكونَ أَخي بِحَقٍّ * فَأَعرِفَ مِنكَ غَثّي مِن سَميني

وَإِلّا فَاِطَّرِحني وَاِتَّخِذني * عَدُوّاً أَتَّقيكَ وَتَتَّقيني

قد يعجبك ايضا
اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد