اللغات الأفريقية وتحديات العولمة

اللغات الأفريقية وتحديات العولمة

بقلم د. عمر السيد عبد الفتاح

تناقش هذه الورقة تأثير تحديات العولمة بأبعادها المختلفة السياسية والاقتصادية والثقافية على اللغات الأفريقية ، بما تمثله هذه اللغات من أهمية في تشكيل ثقافة وهوية الشعوب الأفريقية. وتبدأ الورقة بتمهيد عن العولمة مفهومها ومظاهرها ، وتثني بالحديث عن علاقة اللغة بالهوية ، وتنتقل بعد ذلك للحديث عن ثروة أفريقيا من اللغات ، وتختتم الورقة بالحديث عن أثر العولمة على اللغات الأفريقية ، وما يمكن أن تؤول إليه اللغات الأفريقية على أثر هذه المواجهة ، وذلك من خلال الحديث عن تحديات وعوامل تهديد اللغات الأفريقية.

  1. تمهيد .

مع بداية التسعينيات ظهر مصطلح العولمة ، وذلك على أثر تفكك الاتحاد السوفيتي وانهياره ، وتحول العالم إلى سيطرة القطب الواحد بتربع أمريكا على عرش العالم . ومنذ ذلك الحين أصبح الحديث عن العولمة هو الشغل الشاغل لمعظم المفكرين والمثقفين ، لما تمثله العولمة من أهمية وتأثير على حياة الشعوب والمجتمعات وخاصة شعوب ومجتمعات العالم الثالث.

والعولمة بمعناها العام  ليست ظاهرة جديدة ، بل قديمة قدم التاريخ ، فكثيرا ما تصدرت حضارة ما باقي الحضارات وقادت العالم ، وتسببت في تغير البنى السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية في كافة أنحاء العالم. إلا أن اختلاف الظروف العالمية وثورة الاتصالات الحديثة والنهم والصلف الأمريكي أعطى العولمة هذه المرة بعداً أعمق وأكثر خطورة ، فظهر أن هدف العولمة لا يعدو في هدفه أمركة العالم وصبغة بالصبغة الأمريكية دون مراعاة لخصوصية أو ذاتية .

وللعولمة أبعاد متعددة فهناك البعد السياسي والبعد الاقتصادي والبعد الثقافي ؛ فالعولمة في بعدها السياسي ، كما يرى الدكتور حسن حنفي ، أحد أشكال الهيمنة السياسية بعد انهيار أحد المعسكرين وانفراد المعسكر الآخر بالسيطرة على العالم ، فباسم العولمة تمحى الإرادة الوطنية المستقلة للدول والشعوب.  فالعولمة شكل من أشكال الهيمنة وهي والدولة الوطنية المستقلة نقيضان ، وجود أحدهما ينفي وجود الآخر([i]).‏

أما العولمة في بعدها الاقتصادي فتتمثل في نمو وتعميق الاعتماد المتبادل بين الدول والاقتصادات المختلفة وفي وحدة الأسواق المالية النقدية وفي تعميق المبادلات التجارية ، التي تعمل في إطار نزعت عنه قواعد وإجراءات الحماية ، كما نصت على ذلك اتفاقية الجات واتفاقية إنشاء منظمة التجارة الدولية. وتظهر الخاصية الاقتصادية من خلال عمل التكتلات الاقتصادية الدولية ونشاط الشركات متعددة الجنسية ([ii]).

أما البعد الثقافي للعولمة فيتمثل في السعي نحو صياغة وفرض ثقافة عالمية واحدة لها قيمها ومعاييرها ، بما تحمله هذه الثقافة العالمية من تهديد وعدوان على الخصوصية والهوية الثقافية للمجتمعات المحلية.

ومما لا شك فيه أن العولمة الثقافية هي أشد أنواع العولمة خطراً ، ذلك لأن الفكر هو المؤثر الأول في سلوك الإنسان وفي حياته ، فالإنسان أسير عقيدته وفكره وثقافته قبل أن يكون أسيراً لنظام سياسي أو اقتصادي ، كما أن النجاح في نشر وفرض العولمة الثقافية كفيل بإزالة أية كوابح أو عوائق في سبيل سيادة العولمة الاقتصادية والسياسية. ويؤكد الدكتور حسن حنفي على أن مخاطر العولمة على الهوية الثقافية إنما هي مقدمة لمخاطر أعظم على الدولة الوطنية والاستقلال الوطني والإرادة الوطنية والثقافة الوطنية ، فهي تعني مزيداً من تبعية الأطراف للمركز ، تجميعاً لقوى المركز وتفتيتاً لقوى الأطراف ([iii]) . ففي ظل العولمة تتلاشى الحدود والخطوط الفاصلة بين الدول والكيانات السياسية سعياً لتوسيع الحدود واحتواء العالم ، وذلك من خلال إقصاء الخصوصيات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، بحيث تذوب الثقافات كلها في ثقافة الأقوى مادياً ، ويندثر التراث الثقافي والمكون الحضاري للأمم والشعوب الأخرى.

وفي هذا السياق تجب الإشارة إلى أن العولمة ليست شر مطلق ؛ حيث يمكن للمجتمعات الاستفادة من بعض جوانبها فقد يسرت وسائل الاتصال وأتاحت الكثير من المعارف والعلوم التي يمكن الاستفادة منها . ولكن يجب أن نشدد على أنه إذا كانت عولمة العلم مطلوبة ، بمعنى السماح بمشاركة جميع شعوب العالم كله في الإفادة والاستفادة من مزايا التقدم العلمي ، فإن الشيء الذي لا يجوز عولمته هو الثقافة ؛ لأن الثقافة ليست هي العلم ، بل هي ما يعبر عن خصوصية كل أمة ، في عقائدها ، وفي شرائعها ، وفي قيمها ، وفي نظرتها إلى الكون والحياة والإنسان ، وإلى الدين والدنيا ، وإلى الفرد والمجتمع. وهذه الفلسفة الكلية تختلف من أمة لأمة ، فلابد أن تبقى للأمم خصوصياتها ، والبشرية تستفيد وترتقي باختلاف التنوع ، وليس باختلاف التضاد أو التصارع أو التناقض ، لأنه باختلاف التنوع يستفيد كل واحد من الآخر ([iv]) .

  1. اللغة والهوية .

تعد اللغة مكوناً جوهرياً لثقافة متكلميها ومجتمعهم ، وهي إحدى أهم الركائز والمقومات المكونة للهوية ، فهي وسيلة التعبير عن الذات ووسيلة نقل الأفكار وهي الأساس الذي تقوم عليه رؤية الناس للعالم المادي والروحي من حولهم ، وكل لغة من اللغات تعكس رؤية فريدة للعالم وتعكس الطريقة التي حل بها مجتمع ما مشكلاته في التعامل مع العالم ، وكون تفكيره ونظام فلسفته وإدراكه للعالم من حوله ، وعلى ذلك فاللغة هي الوعاء الحامل للتراث والحاوي لتاريخ الشعوب وأبرز جوانب هويتها.

وكل لغة من اللغات تمثل ثروة ثقافية بما تحمله من رؤية فلسفية وإدراك ومعرفة خاصة بالعالم . وهذه الرؤى المختلفة للعالم تمثل ركناً هاماً من أركان هوية إفريقيا الثقافية ، إلا أن هذه الثروة الثقافية التي تمتلكها القارة الإفريقية ، تتهددها مخاطر كبيرة في ظل الظروف العالمية المعاصرة حيث أن موجة العولمة الهادرة تكتسح في طريقها كافة الثقافات المحلية الضعيفة والهشة لتحل محلها الثقافة الغربية أو بمعنى أصح الثقافة الأمريكية ، وما يهمنا من هذا الأمر هو زحف اللغات الأوربية على أرجاء القارة الإفريقية وهي في زحفها هذا تقضى على كل ما يعترضها من لغات محلية . ومما يعضد هذا الزحف ويقويه وجود جذور لهذه اللغات الأوربية في القارة الإفريقية خلفه الاستعمار قبل رحيله عن الأراضي الإفريقية ، وقد تغلغلت هذه اللغات في أوصال بلاد القارة واستخدمت كلغات رسمية لبعض الدول الإفريقية أو استخدمت كلغات للتعليم في البعض الآخر . والخطر الذي يمثله زحف اللغات الأوربية والذي يهدد بموت واندثار كثير من اللغات الإفريقية يحمل تهديداً ثقافياً كبيراً حيث أنه بموت اللغة واندثارها فإننا نكون قد فقدنا للابد جزءً لا يعوض من معرفتنا وإدراكنا للتفكير الإنساني ورؤية العالم .

وقد ينظر البعض إلى هذا الأمر على أنه لا يعدو عن كونه نظرة رومانسية عاطفية تتجاهل معطيات الواقع وقوته وضغوطه وتعتبره نوعاً من العبث أو الدون كيشوتية ومحاربة طواحين الهواء . إلا أن الأمر أخطر من ذلك فضياع لغتك يمثل تدميراً لأحد أهم الأسس المكونة لهويتك وذاتك وارتباطك بتراثك وتاريخك ، واتخاذك لغة أخرى محلها يمثل رؤية العالم بعيون غريبة وعقلية مغايرة .

اللغات الأفريقية وتحديات العولمة
اللغات الأفريقية وتحديات العولمة

وقد أشار العديد من الكتاب والمثقفين إلى ما تمثله اللغة من أهمية في تشكيل هوية الفرد والمجتمع ، بل وفي حياة الفرد اليومية أيضا . ويشير تولفسون Tollefson إلى تلك الأهمية حيث يقول : ” تمثل اللغة حجر الزاوية في تشكيل المجتمعات الإنسانية ؛ فهي تؤثر على حياة الناس بشكل أكبر مما يدركه الناس أنفسهم ، فللغة تأثير على الأسرة والأصدقاء والعمل والبيت وكذلك على الدخل” ([v]). فاللغة عامل من عوامل تشكيل وارتباط المجتمع ، باختلاف مستويات هذا المجتمع سواء على مستوى الأسرة والبيت أو الأصدقاء أو العمل . ويركز ماكجوبا Makgoba على جانب آخر من جوانب أهمية اللغة وهو دورها في الحفاظ على الهوية والثقافة فيقول : “إن اللغة ثقافة وعن طريق اللغة فإننا نحمل هويتنا وثقافتنا ، وعن طريقها أيضا فإننا نحمل العلم والتقنية والتعليم والنظم السياسية وتجارب التنمية الاقتصادية” ([vi]).

ولم يتوقف الأمر عند الكتاب والمفكرين فقط فقد تنبه كثير من المواطنين الأفارقة للخطر الذي يهدد هويتهم وميراثهم الثقافي والذي تُمثل اللغة حجر الزاوية فيه فقد نشرت جريدة “الأمة اليومية”Daily Nation  الكينية بعض الرسائل في باب ” خطاب إلى المحرر” تنبه إلى هذا الأمر ومن الرسائل التي نشرت نورد الرسالتين التاليتين ، يقول صاحب الرسالة الأولى :     ” إن اللغة هي جذر في شجرة ثقافة شعب فهي ترعى القيم التراثية وتنقلها من جيل إلى جيل آخر ” ويقول صاحب الرسالة الثانية : ” إن المهتمين بشئون الثقافة يؤكدون على أن بلداً لا يحفظ ثقافته سرعان ما يفقد هويته كأمة … وإن أمة لا ترى حاجة أو ضرورة للحفاظ على لهجاتها ولغاتها الوطنية الأصلية هي أمة يتعذر عليها الحفاظ على ثقافتها طالما أن التربية الثقافية لا يمكن أن تنقل إلا من خلال هاتيك اللغات” ([vii]).

وفي ضوء هذا الخطر يجب على المجتمعات المتمسكة بهويتها والمدركة لحجم الخطر المحدق بها من التحرك لمواجهة تيار العولمة العاتي ، وسنقف عند نموذجين شعرا بهذا الخطر فاتخذا التدابير اللازمة لحماية هوية الأمة رغم تقدمهما وانتمائهما للعالم الأول إن صح التعبير. النموذج الأول يبين اهتمام الدولة الفرنسية بلغتها ، والآخر يوضح مسلك دولة اليابان حيال اللغة اليابانية.

ففي فرنسا بات الدفاع عن اللغة الفرنسية هدفاً رئيسياً في الوقت الحاضر في مواجهة العولمة إدراكاً منها لأهمية اللغة في تكوين شخصية الأمة فاتخذت لنفسها سياسة لغوية ألزمت بها نفسها ، فالأكاديمية الفرنسية تقوم بالشق العلمي مما يتصل بالسياسة اللغوية وتقوم الوكالة العامة لصياغة المصطلحات بسك المصطلحات البديلة للمصطلحات الانجلوسكسونية وتنشر هذه المصطلحات في الجريدة الرسمية كما يطلع عليها بواسطة الاتصالات (المينيتيل) وتقوم المنظمة الفرانكفونية بالترويج للغة داخل البلاد وخارجها ، وتقوم الجهة التشريعية بإصدار القوانين والتعليمات المتعلقة باللغة وتقوم الجهات التنفيذية المتعددة بالمراقبة وتطبيق القوانين بدقة.

أما في اليابان فهناك المجلس الوطني للغة ، وهو مكون من خبراء لغويين وتطبق قرارات هذا المجلس من قبل مجلس الوزراء فيما يخص الإدارات الحكومية. وهذا المجلس هو الذي يعنى بوضع السياسة اللغوية والتطبيقات المتعلقة بها. وقد طُلب من المجلس سنة 1993م أن يعد دراسة للوصول إلى سياسة لغوية يابانية تفي بمتطلبات العصر الحاضر من جميع النواحي. وإلى جانب ذلك تقوم وكالة الشؤون الثقافية بالاستجابة لرغبات الجماهير المتعلقة ببعض قضايا اللغة اليابانية وذلك بإصدار الكتيبات التي تشرح هذه القضايا بلغة سهلة ميسرة كما تصدر سلسلة شعارها: (نحو استعمال جميل وغني للغة اليابانية) ، وهي تتكون من أشرطة مرئية وسمعية تشرح الجهود المبذولة لتعزيز إغناء هذه اللغة وتبين مواضع الجمال فيها. ومنذ عام 1993م تقوم هذه الجهة بعقد الندوات والمناقشات مع الجمهور حول السياسة اللغوية اليابانية. وفي هذه الاجتماعات تشرح قرارات المجلس الوطني للغة اليابانية وتتلقى آراء المشاركين في مختلف أنحاء اليابان لمعرفة اللغة المعاصرة ومعرفة سلوك اليابانيين اللغوي ، والتغير اللغوي للغة عبر الأجيال ، كما يقوم بإجراء الدراسة المتعلقة بتعليم اللغة اليابانية لليابانيين وغيرهم ([viii]) .

وكل هذا يؤكد على أهمية اللغة في تشكيل الهوية وبناء المجتمع ، ويؤكد أيضا على مدى المخاطر التي تتهدد المجتمعات المحلية التي تجابهها العولمة. ويجب التأكيد على أن مسألة تهميش ومحو اللغات والثقافات المحلية ليست أمراً اعتباطياً فرضته ظروف الصدفة التاريخية ، ولكنه أمر مطلوب لذاته من قبل صناع العولمة فطمس الهوية الثقافية وفرض التغريب على بقية العالم ، كما يذكر سيرجي لاتوش Serge Latouche ، هما جانبان لظاهرة واحدة هي ظاهرة العولمة([ix]) . وفي ظل هذه العولمة التي تعكس الرغبة في الهيمنة ، تُعد جميع الاختلافات الثقافية واللغوية بمثابة عقبات في طريق التطور الرأسمالي والتداول الحر للسلع النمطية . ويغطي مصطلح “السلع” المنتجات الزراعية والمصنعة بنفس القدر الذي يغطي الإنتاج الثقافي . إذ كيف يمكن للتنوع أن يسمح بانتشار نمط حياة استهلاكي مهيمن”([x]). فالأمر كما يبدو لا يتوقف على فقدان لغة أو ميراث ثقافي فقط  ؛ فمخاطر العولمة على الهوية الثقافية مقدمة لمخاطر أعظم على الثقافة الوطنية والإرادة الوطنية والاستقلال الوطني والدولة الوطنية .

  1. ثروة أفريقيا من اللغات .

1.3. عدد اللغات الأفريقية .

تضم قارة أفريقيا عدداً كبيراً من اللغات يزيد عن الألفي لغة ، وتصل بها أحدث التقديرات إلى 2035 لغة أي ثلث عدد لغات العالم تقريباً ([xi]) ، والتي يقدرها البعض بحوالي 6604 لغة ([xii]). ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن هذا العدد غير ثابت حيث أن هناك العديد من اللغات التي لازالت تكتشف وأخرى تندثر وتموت . ولذا فإن هناك من يرى أن عدد اللغات في أفريقيا أقل من ذلك أو أكثر ، فسبنسر Spencer ـ على سبيل المثال ـ يذكر أن عدد اللغات الأفريقية يفوق هذا العدد بكثير حيث يصل لحوالي خمسة آلاف لغة أي أكثر من نصف لغات العالم ([xiii]) . وهذا الاختلاف في التقديرات يرجع إلى اختلاف الأسس والمعايير التي يعتمد عليها المصنفون للغات وخاصة تلك التي تتعلق بالتفريق بين اللغة واللهجة . وفي هذا الإطار نجد أن اللغويين الذين يقومون بتصنيف اللغات غالباً ما ينقسمون إلى فريقين : أولهما يسمى المُقسمونSplitters  وهم الذين يميلون إلى اعتبار اللهجات المغايرة لغات مستقلة ، وثانيهما يطلق عليه المُجمعون Lumpers وهم الذين يعتبرون اللهجات المغايرة مجرد لهجات وليست لغات مستقلة ومن ثم فهم يقللون عدد اللغات الإفريقية بشكل أكبر من الفريق المناظر ([xiv]). وبغض النظر عن هذا الاختلاف في تقدير عدد اللغات الأفريقية فهي تتوزع على عدة فصائل لغوية كبيرة نتناولها فيما يلي بشيء من التفصيل .

2.3. الفصائل اللغوية في أفريقيا .

تتوزع اللغات الأفريقية على خمس فصائل لغوية كبرى كما يتضح من الخريطة التالية :

1.2.3.  فصيلة اللغات النيجر ـ كونجوية .

تعد هذه الفصيلة من أكبر الفصائل اللغوية ليس في أفريقيا وحدها بل في العالم كله ، فهي تضم حوالي 1436 لغة ، طبقاً لمعظم الإحصاءات الحديثة ، وتحتل هذه الفصيلة مساحة شاسعة في أفريقيا تقل قليلاً عن مساحة انتشار الفصائل الباقية مجتمعة . ويبلغ عدد متحدثي لغات هذه الفصيلة حوالي 400 مليون نسمة ([xv]). ومن لغات هذه الفصيلة التي تتمتع بعدد وافر من المتحدثين نجد اللغة السواحيلية إحدى أكبر اللغات انتشاراً في شرق أفريقيا ، ولغة الولوف أكبر لغات السنغال ، ولغة الفولفولد Fulfulde التي تحظى بانتشار واسع في معظم غرب ووسط أفريقيا ، ولغة البامبارا لغة دولة مالي القومية ، ولغة أكانAkan  أكبر لغات غانا ، ولغتا اليوربا والإيجبو وهما من اللغات الرئيسية في نيجيريا ، ولغة السانجو لغة التعامل في جمهورية أفريقيا الوسطى . وذلك بالإضافة إلى عدد من لغات البانتو الشهيرة مثل الزولو والشونا والتسوانا والخوسا وغيرها.

وهذه الفصيلة تنقسم إلى ثماني أسر فرعية ، وكل أسرة تضم فروعاً أصغر وهذه الفروع تنقسم إلى لغات متعددة ، وهذه الأسر الفرعية هي :

1 ـ الكردفانية Kordofanian.  3 ـ الأطلنطيةAtlantic  .     5 ـ دوجون Dogon. 2 ـ الماندي Mande .                                      4 ـ ايجويد Ijoid  .
6 ـ الفولتية الكونجوية الشمالية North Volta-congo . وتضم ثلاث أسر فرعية هي ( كرو  Kru، جور(الفولتية)  Gur (Voltaic)، أدماوا ـ أوبنجي Adamawa- Ubangi).
7 ـ الفولتية الكونجوية الجنوبية South Volta-congo . وتضم أسرتين فرعيتين هما( كوا Kwa ، بنيو ـ كونجو Bennue-Congo ) .
8 ـ مجموعة لغات غير مؤكدة التصنيف ؛ وهي مجموعة من اللغات تدل الشواهد على أنها تنتمي للفصيلة النيجرـ كونجوية ، ولكنها لم تصنف حتى الآن ولم تضم لأي أسرة من أسر الفصيلة ومنها لغات ( بري Pre ، مبري MPre ، لآل Laal) ([xvi]).

2.2.3.  فصيلة اللغات الأفروآسيوية .

تمتد هذه الفصيلة لتغطي الشمال لأفريقي كله ، كما تمتد أيضا لتغطي جزءً كبيراً من شرق أفريقيا وخاصة الجزء الشمالي الشرقي ، وكذلك تمتد في جزء كبير من غرب أفريقيا . ويبلغ عدد لغات الفصيلة الآفروآسيوية 371 لغة ، في حين يبلغ عدد متحدثيها حوالي 250 مليون متحدث ([xvii]). ومن أهم لغاتها العربية والأمهرية والأورومو والصومالية والأمازيغية والهوسا . تعد هذه الفصيلة من أقل الفصائل اللغوية في أفريقيا إثارة للجدل والخلاف وخاصة أن كثير من لغاتها تمت دراستها منذ فترات طويلة والدراسات الخاصة بها متوفرة إلى حد كبير. كذلك تتميز هذه الفصيلة بأن بعض لغاتها يُتحدث بها خارج أفريقيا ، في آسيا كما تشير التسمية ، كما أن بعض الشعوب التي تتحدث لغات هذه الفصيلة أثرت بشكل كبير في تاريخ البشرية وأسهمت في صنع حضارة العالم مثل المصريين والفينيقيين والآشوريين والعرب والعبرانيين. وتتفرع هذه الفصيلة لست أسر لغوية هي :

1- الأسرة البربرية Berber  . 2- الأسرة التشاديةChadic  .
3 – اللغة المصرية القديمة . 4- الأسرة السامية Semitic.
5- الأسرة الكوشية Cushitic . 6 – الأسرة الأوميتية Omotic  ([xviii]).

3.2.3. فصيلة اللغات النيلية ـ الصحراوية .

تنتشر لغات هذه الفصيلة في حوالي خمس عشرة دولة أفريقية ؛ فنجد بعض لغاتها في إرتريا وإثيوبيا وكينيا وتنزانيا وزائير وأوغندا والسودان ومصر وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى ونيجيريا والنيجر وبنين وبوركينافاسو ومالي بالإضافة إلى بعض الجزر اللغوية المتناثرة في الجزائر وليبيا والكاميرون . أما عن عدد لغات الفصيلة فإنه مختلف حوله نظراً للخلاف في تحديد المعايير المفرقة بين اللغة واللهجة ، وعامة فقد قدره البعض بـ 108 لغة ووصل به البعض الآخر إلى 195 لغة ([xix]). ويبلغ عدد متحدثيها حوالي 30 مليون متحدث ، ومن لغاتها لغة الماساي في كينيا والأتشولى في أوغندا والدينكا والباري والنوير في السودان([xx]). أما عن الأسر الفرعية للفصيلة فتنقسم إلى سبع أسر وهذه الأسر قد تنقسم إلى فروع لغوية أصغر تشمل عدداً من اللغات ، وهذه الأسر السبعة هي :

1 ـ السنغايSongay .       3 ـ كولياك Kuliak .           5 ـ جوموز Gumuz . 2 ـ الصحراوية Saharan .                             4 ـ كومان Koman .
6- كادو أو كادوجلي ـ كرونجو Kadu or Kadugli-Krongo  .
7 – الأسرة الرابعة وهي أكبر الأسر وتضم ستة أفرع هي ( مابان ، فور ، السودانية الوسطى ، البيرتا ، الكوناما ، الكور) ([xxi]).

4.2.3.  فصيلة لغات الخواسان .

  تعتبر هذه الفصيلة من أصغر الفصائل اللغوية الإفريقية ، وظلت تعرف لفترة طويلة باسم لغات البوشمن والهوتنتوت . وتتوزع لغات هذه الفصيلة بشكل أساسي في نامبيا وبتسوانا ، كما توجد جيوب لغوية تنتمي إليها في جنوب أنجولا وزامبيا وغرب زيمبابوي وشمال دولة جنوب أفريقيا وتنزانيا ([xxii]). وقد اندثر العديد من لغاتها بحيث تضاءل عدد لغاتها من 100 لغة 30 لغة فقط وهناك عدد آخر من لغاتها في طريقه للاندثار ، ويقدر عدد متحدثيها بحوالي 200 ألف متحدث . أما عن التقسيم الداخلي للفصيلة فهو ينقسم للمجموعات الخمس التالية :

1- الخوا Khoe   . 2- Non-Khoe.
3 – السانداو Sandawe . 4- الكوادي Kwadi.
5- الهادزاHadza  ([xxiii]).

5.2.3.  فصيلة اللغات الأوسترونيزية Austronesian .

لم تحظ هذه الفصيلة باهتمام كبير في تصنيف اللغات الأفريقية ، ويطلق عليها البعض الفصيلة الملايو- بولينزية Malayo-polynes . وتغطي هذه الفصيلة جزيرة مدغشقر ، وتمثلها لغة الملاجاشي Malagasy ([xxiv]).

وبالإضافة إلى هذه اللغات الأفريقية الأصيلة نجد عدداً من اللغات التي لها وجود على الساحة الأفريقية وأبرزها اللغة الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية والتي قدمت مع قدوم الاستعمار الأوربي للقارة الأفريقية ، ولكنها ظلت بعد رحيله حيث تبنتها بعض الدول كلغات رسمية لها أو كلغات للتعليم .

  1. العوامل والتحديات المهددة للغات الإفريقية .

1.4. العوامل المهددة للغات .

قبل الحديث عن التحديات المهددة للغات الإفريقية ، يجب أن نشير إلى أن هناك عدداً من العوامل العامة التي تهدد بانقراض اللغات واندثارها ، وهذه العوامل تنطبق على أي لغة من اللغات تخضع لظروف خاصة وتتعرض لضغوط معينة ؛ وتتمثل هذه العوامل في النفوذ السياسي والوضع الاقتصادي والوضع الثقافي . ويتوقف مدى تأثر اللغات بحجم وقوة هذه العوامل ، هذا من ناحية ، وبالموقف الذي يتخذه مجتمع وأصحاب هذه اللغات المستهدفة في مواجهة التحدي الذي تجابهه من ناحية ثانية .

1.1.4. عوامل انقراض اللغات واندثارها :

  هناك بعض الملامح التي تميز اللغات القابلة للانقراض وملامح أخرى تميز اللغات ذات المكانة العالية المرشحة للسيطرة وهذه الملامح هي :

اللغات القابلة للانقراض اللغات المرشحة للسيطرة
1- مرتبطة بوضع سياسي تابع .

2 – مرتبطة بنمط “متدن” للاقتصاد ، ومرتبطة بأنشطة اقتصادية قديمة .

3 – مرتبطة بديانات تقليدية .

4 – مرتبطة بأساليب حياة تقليدية .

5 – لا تستعمل أو تستعمل بشكل قليل كوسيلة للتعليم الرسمي .

1 – مرتبطة بسيطرة سياسية .

2 – مرتبطة بنمط “رفيع” للاقتصاد ، ومرتبطة بأنشطة اقتصادية حديثة .

3 – مرتبطة بدين عالمي .

4 – مرتبطة بأساليب حياة حديثة .

5 –  تستعمل كوسيلة للتعليم الرسمي .

 

6 – تتمتع بوضع أقلية . 6 – تتمتع بوضع أكثرية ([xxv]).

من خلال مطالعة هذه الملامح نجد أن النفوذ السياسي والوضع الاقتصادي والوضع الثقافي تمثل عوامل ذات أهمية كبيرة في مجال انقراض اللغات وموتها وذلك على النحو التالي :

1.1.1.4. النفوذ السياسي .

  يمثل النفوذ السياسي عاملاً مهما في انتشار لغة ما على حساب لغة أخرى . وقد يتخذ هذا النفوذ أشكالاً ودرجات كثيرة بدءً من الضغط بأنواعه المختلفة إلى القهر والاستعمار وفي كل الحالات فإن الطرف الأقوى من حيث النفوذ السياسي يشجع على تبني لغته من قبل متكلمي اللغات الأضعف .

2.1.1.4. الوضع الاقتصادي .

يظهر تأثير العامل الاقتصادي عندما تتصل جماعة لغوية بجماعة لغوية أخرى تتكلم لغة مختلفة وتكون هذه الجماعة أقوى اقتصادياً وأكثر تقدماً من الجماعة اللغوية الأولى . ففي هذه الحالة سنجد أن تعلم ومعرفة لغة الجماعة الأقوى اقتصادياً ستحقق منافع لأفراد الجماعة اللغوية الأضعف لا يحصلون عليها إذا لم تتحقق لهم هذه المعرفة ، فالحصول على الفوائد المالية والحصول على السلع المرغوبة والخدمات والوظائف والمنافع الاقتصادية الأخرى تعتبر نتيجة لمثل هذه المعرفة ، ويُظهر هذا بوضوح شديد للجماعة الأضعف اقتصادياً أن لغتهم في طريقها لتصبح بغير نفع في تغيير الحالة الاقتصادية التي يجدون أنفسهم فيها ، ويجعلهم هذا الإدراك يفقدون احترامهم للغتهم شيئاً فشيئاً مما يؤدي إلى الزيادة التدريجية في استعمالهم لغة الجماعة الأقوى اقتصادياً حتى في المواقف غير المتصلة مباشرة بالمنافع الاقتصادية المقترنة باستعمال تلك اللغة والسيطرة عليها ، ويكون هذا على حساب لغة الجماعة اللغوية التي تقع تحت مثل هذا التأثير ، الذي يمكن أن يؤدي في النهاية إلى تدهور هذه اللغة .

3.1.1.4.  الوضع الثقافي .

يمثل الوضع الثقافي أكثر القوى خطورة على مصير وطبيعة اللغة ويتمثل ذلك عندما تكون هناك منافسة من لغة يكون أصحابها أقوى ثقافياً وحضارياً ولديهم لغة مكتوبة ذات تراث أدبي ثري ، أو يكونون حاملين لعقيدة راسخة وقوية ، أو ذوي حضارة تليدة ذات تاريخ طويل مدون ، أو أفراد أمة متحضرة حديثة ، أو يملكون ثقافة أكثر تعقيداً من الناحية التقنية . في مقابل لغة غير مكتوبة أو مكتوبة ولكنها ذات تراث فقير نسبياً ، وعادة ما يؤدي مثل هذا الأمر إلى الاقتباس الكلي أو الجزئي لكثير من عناصر ثقافة متكلمي اللغة الأقوى ثقافياً من قبل متكلمي اللغة الأضعف ثقافياً الذين يفقدون أثناء تلك العملية كثيراً من عناصر ثقافتهم التقليدية ، ما لم يفقدونها كلها ، أو أنها على الأقل تتغير أو تتعدل بشكل عميق وهذا الأمر قد يؤدي إلى إحدى النتائج التالية :

1 – قد تندثر لغة الجماعة اللغوية الأضعف ثقافة وتحل محلها لغة الجماعة اللغوية الأكثر ثراء من الناحية الثقافية وبذلك تُفتقد هذه اللغة بشكل تام .

 2 – – قد تهبط لغة الجماعة اللغوية الأضعف ثقافة للقيام بأدوار ووظائف دنيا هامشية من الناحية الثقافية ، أو تتحول لبعض الاستعمالات الخاصة .

3 – – قد تتأثر لغة الجماعة اللغوية الأضعف ثقافة إلى حد بعيد وخاصة في مفرداتها ، وإلى حد ما في تركيبها أيضاً بلغة الجماعة اللغوية الأكثر ثراء من الناحية الثقافية  .

4 – – قد تفقد الجماعة اللغوية الأضعف ثقافة عدداً من خصائصها ذات الجذور العميقة في الثقافة التقليدية لتكلميها وتصبح في كثير من أساليبها عبارة عن تقليد للغة الجماعة اللغوية الأكثر ثراء من الناحية الثقافية ، ولا تعود تعكس رؤية متكلميها الأصليين التقليدية المتميزة للعالم وثقافتهم التي ضاعت ، ولكنها تعكس ثقافة الجماعة اللغوية الأكثر ثراء من الناحية الثقافية الذين أثروا في متكلميها ([xxvi]).

  وإذا نظرنا إلى عوامل التأثير الثلاثة السابقة ، سنجد أن هذه العوامل متواجدة بشكل كبير على الساحة الإفريقية وتمثل تحدياً صعباً للغات الإفريقية ؛ فاللغات الإفريقية تقف في صدام لغوي بعضها ضد البعض ، وخاصة في الدول متعددة اللغات ، وضد اللغات الأوربية الدخيلة بميراثها ووضعها القديم في القارة وضغوط العولمة الكبيرة التي تدعمها ثورة الاتصالات وثورة المعلومات الحديثة .

2.4.  التحديات المهددة للغات الإفريقية .

هناك عدة تحديات تجابه اللغات الأفريقية وتتهددها بالانحسار أو بالاندثار والتلاشي ، ومن ثم تهدد الهوية الأفريقية وتمثل خطراً كبيراً عليها ، وتتمثل هذه التحديات في تحديين أساسيين : التحدي الأول هو تهديد اللغات الإفريقية القومية للغات المحلية الأضعف ، أما التحدي الثاني فيتمثل في تهديد اللغات الأوربية للغات الأفريقية أو ما يمكن أن نطلق عليه تحدي العولمة اللغوية.

1.2.4. التحدي الداخلي : اللغات الإفريقية القومية . 

  غالباً ما ينظر إلى اللغات الأوربية على أنها الخطر الأول الذي يهدد اللغات الإفريقية المحلية والتراث الإفريقي ومن ثم الهوية الإفريقية ، إلا أن النظرة الدقيقة للواقع اللغوي في معظم دول القارة الإفريقية تكشف لنا أن لغات التعامل Lingua franca الإفريقية ، ذات الانتشار الواسع ، واللغات الإفريقية ذات الوضعية القومية هي التي تنتشر وتتوسع بشكل يضر باللغات المحلية وهذا الأمر يجعل لغات الأقليات أكثر احتمالاً أن تحل محلها اللغات الإفريقية القليلة ذات القيمة العالية نسبياً ، من أن تحل محلها اللغات الأجنبية الدخيلة .

ويعزز من هذا الأمر أن السياسات اللغوية في كثير من الدول الإفريقية تميل إلى ربط التعدد اللغوي بالنزعات الانفصالية ولذلك فإنها ترى أنه يجب التخلص من ذلك التعدد اللغوي لصالح الوحدة القومية وهي في سبيل ذلك فإنها إما أن تختار إحدى اللغات القومية وتعممها وتنشرها كلغة رسمية للدولة أو تختار لغة غير إفريقية لتستعمل كلغة رسمية وذلك من أجل توحيد الجماعات ذات الخلفيات الثقافية المختلفة .

  وأمام تقدم اللغات القومية الإفريقية ذات المكانة الأرفع فإن كثيراً من اللغات ذات المكانة وعدد المتحدثين الأقل تتعرض للموت والاندثار بشكل سريع . ففي تنزانيا ، على سبيل المثال ، ناقش قسم اللغويات واللغات الأجنبية في جامعة دار السلام اقتراحاً بالشروع في عمل أطلس لغوي لتنزانيا ، إلا أن الخبراء الذين ناقشوا الموضوع أكدوا أن عمل خريطة لغوية ليس أمراً جديراً بأسبقية البحث طالما أن الكثير من اللغات كان في طريقه للموت لصالح اللغة السواحيلية ، اللغة القومية والرسمية لتنزانيا ، ولهذا السبب فإن حدود اللغات تتغير بسرعة ، لدرجة أن مثل هذه الخريطة قد تكون غير ملائمة تماماً خلال عدة سنوات([xxvii]).

والأمثلة على اندثار وانقراض اللغات الإفريقية المحلية لصالح لغات إفريقية أخرى ذات مكانة أعلى كثيرة ومتعددة ، فكثير من لغات الخواسان Khoisan  في إفريقيا الجنوبية تعرضت للانقراض خلال المائة وخمسين عاماً الماضية ، كما اندثرت اللغة القبطية في مصر في أعقاب الفتح الإسلامي لمصر وحلت اللغة العربية محلها ، كذلك حلت اللغة العربية في دارفور بالسودان محل عدة لغات محلية مثل لغة برتي Berti  ولغة برجد Birgid وميما Mima   وبيجو Beygo . وقد انقرضت اللغة المرويةMeroiti   وهي اللغة الرسمية لإمبراطورية مرو التي وصلت إلينا في شكل نصوص ونقوش ، وهذه النقوش هي ما تبقى فقط من لغة استعملت كأداة اتصال مكتوبة ومنطوقة في الفترة ما بين القرن الثامن قبل الميلاد وحتى القرن الربع قبل الميلاد على الأقل .

وقد تكرر نفس الأمر مع اللغة الجعزية في إثيوبيا ، وهي لغة سامية ، وكان يتحدث بها فيما مضى في إثيوبيا واستمرت كلغة حديث إلى حوالي  القرن العاشر وربما حتى القرن الثاني عشر الميلادي ، ثم انقرضت وحلت محلها اللغة الأمهرية في جنوب وغرب إثيوبيا ، كما حل محلها اللغة التيجرينية والتجرية في الشمال ، وقد ماتت اللغة الجعزية كلغة منطوقة وإن ظلت حتى الآن كلغة للطقوس الدينية فقط في إثيوبيا . كذلك انقرضت لغة الجفات Gafat في إثيوبيا ، وهي لغة أفروآسيوية ، وحلت محلها اللغة الأمهرية اللغة القومية لإثيوبيا وذلك في النصف الثاني من القرن التاسع عشر([xxviii]). وفي كينيا اندثرت لغة الياكو Yaaku لحساب لغة الماساي Maasai ، بعد أن اندمج متكلميها الذين يعيشون على الصيد والقنص وسط الماساي الأكثر تنظيما سياسيا والأقوى عسكريا . وكذلك اندثرت لغة المولو El Molo ، لغة جماعة من الصيادين حول بحيرة توركانا بشمال بكينيا ، لحساب لغة سامبورو Samburu([xxix]).

كل هذه النماذج وغيرها تشير للخطر الذي تمثله اللغات الأفريقية الكبرى كالعربية والسواحيلية والهوسا وغيرها من اللغات الأفريقية الكبرى على اللغات المحلية ذات الوضعية الأقل من حيث عدد المتحدثين ومجالات الاستخدام ؛ حيث تندثر اللغة الأضعف بما تمتلكه من تراث وثقافة ورؤية مميزة للعالم لتحل محلها اللغة الأكبر والأقوى نفوذاً وانتشاراً .

2.2.4. التحدي الخارجي : اللغات الأوربية وتحدي العولمة اللغوية .

يتمثل التحدي الخارجي المهدد للغات الإفريقية المحلية في اللغات الأوربية وخاصة الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية ، والتي دخلت إلى إفريقيا خلال القرون الثلاثة الماضية مع وصول الاستعمار إلى إفريقيا . وقد تغلغلت هذه اللغات في أوصال القارة وظلت تحظى بالمكانة الأرفع في غالبية الدول الأفريقية ، إن لم يكن كلها ، طوال الفترة الاستعمارية بحيث أصبحت لغة الإدارة والتعليم والإعلام. وقد ساق المستعمرون أسباب عديدة دعت لاستخدام اللغات الأوربية بدلاً من اللغات المحلية الأفريقية ومنها :

1 – إن السكان الإفريقيين لم يعرفوا الكتابة إلا عن طريق الأوربيين ولذلك فإنهم استخدموها بدلاً من لغاتهم غير المكتوبة .

2 – كثرة وتعدد اللغات الإفريقية ، مما ترتب عليه قلة عدد القراء لأي مؤلف يكتب بلغة إفريقية .

3 – السياسة التي اتبعتها الدول الأوربية المستعمرة في ميدان التعليم وخاصة ما اتبعته فرنسا ، حيث حرّمت استخدام اللغات القومية في المدارس وفرضت اللغة الفرنسية .

4 – ما ذكره بعض علماء اللغات الأوربيين عن  قصور وقلة مفردات اللغات الإفريقية وانتهائهم إلى أن هذه اللغات لا تصلح للاستعمال إذا ما قورنت باستخدام اللغات الأوربية وخاصة في المجالات الفنية ([xxx]).

 وكان من المتوقع أن يتغير الحال بعد انتهاء العصر الاستعماري والحصول على الاستقلال بحيث تنال اللغات الأفريقية المكانة اللائقة بها وأن يقوم أبناؤها بتنميتها وتطويرها ، إلا أن هذا الأمر لم يتحقق ، بل على العكس من ذلك ترسخ الوضع أكثر فأكثر وزادت مكانة هذه اللغات مع مرور الزمن حيث ظلت السياسات اللغوية في غالبية الدول الإفريقية على ما هي عليه. وبعد مرور حوالي نصف قرن على استقلال معظم دول القارة نجد أن هناك 19 دولة أفريقية تستخدم اللغة الإنجليزية لغة رسمية لها ، بينما تستخدم 22 دولة أفريقية اللغة الفرنسية لغة رسمية لها ، وتتبنى 5 دول أفريقية اللغة البرتغالية باعتبارها اللغة الرسمية لها ، في حين تستخدم دولة أفريقية واحدة اللغة الأسبانية لغة رسمية لها ([xxxi]). كما استمر أيضا استخدام هذه اللغات كلغات للتعليم في معظم الدول الإفريقية.

والمستفيدون من هذا الوضع يدافعون عنه ويكررون نفس مقولة المستعمرين السابقين ؛ وهي أن اللغة الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية تتيح الفرصة لإجراء اتصالات أوسع داخل وخارج الحدود الإقليمية الخاصة بهم ، وأن هذه اللغات تتيح لهم الفرصة للدخول في مجالات العمل والتجارة مع باقي أرجاء العالم ، وأن أية محاولة تهدف لتدعيم وتقوية أية لغة من اللغات المحلية الخاصة بهم بحيث تصبح هي اللغة الرسمية ، فإن ذلك من شأنه أن يثير الشقاق والخلافات ؛ بل إن تدعيم اللغات الإفريقية من شأنه أن يؤدي إلى تنشيط وتقوية التعصب القبلي([xxxii]).

والواقع أنه رغم وجاهة بعض الحجج التي يسوقها أصحاب هذا الاتجاه ؛ إلا أن هناك دوافع سياسية أو اقتصادية أخرى تقف وراء تبنيهم لهذا الموقف فاللغات الأجنبية التي كانت تستخدمها في الماضي أقلية استعمارية أصبحت تستخدمها الآن أقلية من السكان المحليين أو ما يسمون بالنخبة ، من أجل إبعاد الغالبية العظمى من الناس عن السلطة وذلك من خلال جعل المشاركة في المسائل والمناقشات الوطنية أمراً صعباً أو متعذراً أو مستحيلاً حيث تناقش هذه المسائل كلها باللغات الأجنبية. ومن ناحية أخرى نجد أن بقاء هذا الوضع يحقق الكثير من المكاسب السياسية والاقتصادية للكيانات الاستعمارية السابقة فاللغة الإنجليزية ، على سبيل المثال ، تعد سادس أكبر مصدر للدخل في بريطانيا فهي تدر دخلاً يقدر بحوالي 500 مليون جنيه إسترليني سنوياً ، وذلك كعائد من تصدير الكتب العامة والكتب المدرسية ، ومرتبات مدرسي اللغة وثمن الوسائل التعليمية ، والعائد من تدريب مدرسي اللغة الإنجليزية والطلاب الوافدين من الخارج ، وذلك بالإضافة إلى المبالغ الضخمة غير المرئية التي ينفقها السائحون الأجانب داخل بريطانيا على دورات تعلم اللغة الإنجليزية وعلى الطعام والسكن والرحلات الجوية([xxxiii]). وذلك بالإضافة إلى التبعية الثقافية التي يشعر بها المواطنون الأفارقة وما يستتبعها من إحساس وشعور بالدونية تجاه لغتهم الوطنية مما يمهد السبيل للتبعية السياسية والاقتصادية. ومما لاشك فيه أن العولمة بوسائل اتصالها المتقدمة والسريعة ، ورغبتها في الهيمنة السياسية والاقتصادية تعمل على استثمار هذا الوضع وتعزيزه وتدفع في نفس الاتجاه لتزيد من هذا التحدي أمام اللغات الأفريقية.

وعلى الرغم من أن اللغات الأوربية استقرت في إفريقيا لأكثر من ثلاثة قرون ، إلا أن كثير من الدراسات التي جرت في مختلف أنحاء القارة تؤكد على فشل هذه اللغات في أن تتحول إلى لغات تعامل ذات انتشار واسع ؛ حيث تقتصر فقط على شرائح معينة من النخب والمثقفين فيما يعاني بقية الشعب من الأمية والجهل . ففي جمهورية الكونغو الديمقراطية ، على سبيل المثال ، يُذكر أن واحداً فقط من بين كل خمسة وعشرين زائيري يمكنه التحدث بالفرنسية بشكل صحيح ، وأن واحداً فقط من بين كل ثلاثين زائيري يمكنه أن يكتب بالفرنسية بشكل صحيح ([xxxiv]). أما في إفريقيا الأنجلوفونية فإن التقارير البحثية تشير إلى أن نسبة صغيرة فقط والتي تتراوح ما بين 5 % إلى20% هي التي يمكنها أن تتواصل باللغة الإنجليزية ([xxxv]). ففي جنوب إفريقيا يشير تقرير حديث صادر عن وزير التعليم كادر أسمال Kader Asmal أن هناك حوالي اثني عشر مليون مواطن من أبناء جنوب إفريقيا أميون ، وأن حوالي عشرين مليوناً آخرين ، معظمهم من أطفال المدارس ، لا يمكنهم القراءة بطلاقة بأي لغة من اللغات بما فيها لغة الأم ([xxxvi]). وكذلك ذكر بعض الباحثين أن عدد من يجيدون اللغة الإنجليزية في زامبيا قد تناقص بشكل كبير منذ الاستقلال ([xxxvii]). والوضع في إفريقيا الناطقة بالبرتغالية (اللوسوفون)Lusophone  لا يختلف عن هذا الوضع كثيرا ، فقد ذكر هينيزHeines أن أقل من 10 % من الشعب هناك يمكنه استخدام اللغة البرتغالية ([xxxviii]). وعلى الرغم من الحقائق التي أشرنا إليها آنفا ، فإن لغات الاستعمار السابق قد لاقت معاملة خاصة وظلت الأداة الأساسية للتعليم في النظم التعليمية في معظم دول القارة . وكما يذكر توليفسون فإن هذه اللغات وُصفت بأنها لغات ذات تراث أدبي غني وأنها تتمتع بتنوع أسلوبي محكم ولها إنجازات أدبية ضخمة جديرة بالاحترام وقد استطاعت أن تبقى وتتناقلها الأجيال ([xxxix]). وعلى العكس من ذلك فإن اللغات المحلية الإفريقية عادة ما تُوصف بأنها لغات ثانوية وتقليدية تفتقر للأساليب الأدبية الرفيعة وقاصرة عن التعبير عن التفكير العلمي ([xl]). وهنا يجب أن ننوه إلى أن هذه الأحكام التقيمية للغات يجب أن تفهم على أنها انعكاسات لعلاقات القوة والهيمنة أكثر من كونها تقييمات مبنية على أساس لغوي أو على حقائق تاريخية .

وعلى الرغم من إخفاق اللغات الأوربية سواء في دول إفريقيا الأنجلوفونية أو الفرانكوفونية أو اللوسوفونية في التحول للغات تعامل واسعة الانتشار أو للغة أم ، إلا أنها احتلت مكان الصدارة والهيمنة كلغة رسمية وكلغة للتعليم وللثقافة ، في حين انزوت غالبية اللغات المحلية جانباً وتحولت فعلياً إلى لغات عديمة القيمة وعديمة الأهمية. وهو الأمر الذي يشير إليه بوفام Popham حين يقول: ” في الوقت الذي نفذ فيه البخار من محرك الاستعمار منذ مدة طويلة ، ظلت القوة الدافعة للغاته قوية وهائلة ، وعلى العكس من هيمنة وطغيان هذه اللغات فإن اللغات المحلية أخذت تصارع من أجل الحياة ومن أجل البقاء” ([xli]).

وهكذا فإنه على الرغم من سيطرة اللغات الأوربية على زمام الأمور السياسية والاقتصادية والثقافية في معظم الدول الإفريقية بحيث صارت لغة الإدارة والصحف والتعليم واللغة التي تدار بها المناقشات السياسية والمعاملات الاقتصادية الكبرى ، إلا أنها لم تتحول للغات للعامة تؤثر في حياتهم وثقافتهم اليومية ، ولكنها عزلتهم عن المشاركة في تسيير شئونهم وشئون مجتمعاتهم التي ظلت في يد النخب الحاكمة ، وظلوا يستخدمون لغاتهم المحلية في تصريف شئونهم وفي ممارسة حياتهم اليومية .

  • الخاتمة .

ومن خلال ما سبق يتضح لنا أن تحدي اللغات الأوربية المدعومة بالتراث الاستعماري الطويل وبهجمة العولمة الشرسة ، بالإضافة إلى عامل انتشار اللغات القومية الإفريقية يمثلان تهديداً كبيراً للغات المحلية الإفريقية ومن ثم لهوية كثير من الجماعات والشعوب الإفريقية .

وفي ظل هذا التهديد الخطير فإن كثيراً من اللغات الإفريقية المحلية معرضة للانقراض والتلاشي ليس لحساب اللغات الأوربية فقط ، ولكن لحساب اللغات الإفريقية القومية . فاللغات الأوربية أو بعبارة أخرى لغات السلطات الاستعمارية السابقة لم تتطور بعد لتكون لغات أم على نطاق واسع . وبناء على ذلك فالسيناريو الأقرب للحدوث هو أن تندثر اللغات المحلية الإفريقية بما تحمله من تراث وفكر وتحل محلها اللغات القومية الأفريقية الكبرى ، ثم في مرحلة تالية سوف يبدأ الصراع والتصادم بين اللغات الإفريقية القومية واللغات الأوربية وخضوعاً لعوامل التأثير التي أدت إلى تلاشي اللغات المحلية الضعيفة سوف تدفع اللغات الأوربية اللغات الإفريقية الكبرى إلى الانزواء جانباً ، وإن كانت لن تمحوها تماماً ، وستحتل مكانها كلغة رسمية وكلغة للتعليم وكأداة للتواصل الثقافي وللمعاملات السياسية والاقتصادية والعلمية ، في حين تتحول اللغات القومية الإفريقية إلى لغات ذات مستوى متدني أقرب للعاميات . ومع كل خطوة من خطوات التراجع والتنازل عن اللغات الإفريقية ، تفقد إفريقيا رصيداً هاماً من الأرصدة المكونة لهويتها وذاتيتها الثقافية .

ويجب أن نضع في اعتبارنا أن موت اللغات واندثارها لا ينبغي أن ننظر إليه على أنه نتيجة للتصادم اللغوي بين لغة ما ولغة أخرى فقط ؛ وإنما يمكن أن يتم أيضاً نتيجة للتغير في سلوك الجماعة اللغوية ، بمعنى أن الجماعة اللغوية قد تقوم بعمل تحول لغوي عبارة عن تنمية لغة ما واستعمالها بدلاً من لغة قديمة ، لغة الأم ، ونحن ننظر إلى اللغة على أنها ميتة أو منقرضة عندما تتوقف الجماعة اللغوية عن استخدامها ، ومع الزمن يكتمل التحول بحيث تكون اللغة البديلة هي لغة الأم الجديدة للجماعة اللغوية ، وتكون اللغة المتنحية لغة منقرضة. وهو ما يمكن أن يتم من خلال السياسات اللغوية للدول الأفريقية .

وفي النهاية نود أن نشير إلى إننا لن نقترح هنا عدداً من الحلول أو التوصيات لمجابهة هذا الخطر والتحدي القائم ، ونكتفي بالقول إن مصير اللغة والثقافة والهوية المعرضة للخطر أمر في أيدي أصحاب اللغة أنفسهم وفي إرادتهم على منحها الحياة أو أن يعتريها النسيان .

  • الهوامش :

[i] – حَسو : “العولمة والهوية الثقافية”.http://aslimnet.free.fr/div/hassou.htm .

[ii] – الربيعي ، فلاح خلف علي: ” آثار العولمة الاقتصادية على الهوية الثقافية” ، مجلة علوم إنسانيةwww.uluminsania.net .

[iii] – حَسو : “العولمة والهوية الثقافية”. http://aslimnet.free.fr/div/hassou.htm.

[iv] – زعتري ، علاء الدين (2002) : ” العولمة واللغة العربية” ، في أعمال لمؤتمر اللغة العربية أمام تحديات العولمة ، كلية الدعوة الإسلامية ـ بيروت 8 – 9  نيسان 2002م. http://www.alzatari.org/motamarat/6.htm .

[v] – Tollefson, J.W.(1991) : “Planning Language, Planning inequality” , New York , Longman , p..2.

[vi]–  Shope, M. (1999) : in WM Makgoba (ed) “African Renaissance”, Cape Town , Mafube & Tafelberg , .p.xi .

[vii] – برنزنجر ، ماتيوس : “لغات الأقلية تراث ثقافي”، ترجمة أسامة زكي  ، في مجلة ديوجين ، عدد161/105، مركز مطبوعات اليونسكو ـ القاهرة ص 1 ، 2.

[viii] الجزايرلي ، السيد  : “اللغة العربية تعيش هزيمة نفسية” ، جريدة اليوم الإلكترونية ، العدد 11289- السنة الأربعون (2004).

http://www.alyaum.com.sa/issue/article.php?IN=11289&I=173804&G=1  

[ix] – دياني ، سليمان بشير و أوسيبي ، هنري : “المسألة الثقافية في أفريقيا : السياقات والركائز وآفاق البحث” ، ترجمة مصطفى مجدي الجمال ، القاهرة ، مركز البحوث العربية ، 1995 ، ص 39.

[x]  – المرجع السابق ، ص39.

[xi]– Heine, Bernd & Nurse, Derek (2000) :”African languages An Introduction”, Cambridge University Press , p.1.

[xii]  – Webb,Vice, Kembo-Sure (2001) : ”African Voices”, Oxford university press, p27 .

[xiii]  – Bostoc, w. (2000):”South Africa’s language policy : controlled status enhancement and reduction”. in Mots pluriesls,no.13,  http://www.arts.uwa.edu.au/motspluries/MP1300wban.html .

[xiv]  Heine, Bernd & Nurse, Derek (2000): ”African languages An Introduction”, p.3.

[xv]  – Ibid,p.11.

[xvi]  – Ibid,pp.17-35.

[xvii]–   Webb,Vice, Kembo-Sure (2001) : ”African Voices”, Oxford university press,p31 .

[xviii]–   Ibid,p.31.

[xix]  – Heine, Bernd & Nurse, Derek (2000): ”African languages An Introduction”, p.51 .

[xx] –  Webb,Vice, Kembo-Sure (2001) : ”African Voices”, Oxford university press,p31 .

[xxi] –   Heine, Bernd & Nurse, Derek (2000): ”African languages An Introduction”,pp.53-56  .

[xxii]  – Webb,Vice, Kembo-Sure (2001) : ”African Voices”, Oxford university press,p31 .

[xxiii]–    Heine, Bernd & Nurse, Derek (2000): ”African languages An Introduction”,pp.106-120

[xxiv]–  Webb,Vice, Kembo-Sure (2001) : ”African Voices”, Oxford university press,p37 .

[xxv] – برنزنجر، ماتيوس وآخرون : “موت اللغات في إفريقيا”، ترجمة د. أحمد عوض ، في مجلة ديوجين ، عدد 97/153 ،  مركز مطبوعات اليونسكوـ القاهرة ، ص 36.

[xxvi] – وورم ، أ. ستيفن : “موت اللغات واندثارها العوامل والظروف”، ترجمة د. أحمد عوض ، في مجلة ديوجين ، عدد 97/153 ، مركز مطبوعات اليونسكو ـ القاهرة ، ص ص 6، 7، 8 .

[xxvii] – برنزنجر: : “موت اللغات في إفريقيا” ، مرجع سابق ، ص19 .

[xxviii] – المرجع السابق ، ص 22-23 .

[xxix] – Webb,Vice, Kembo-Sure (2001) : ”African Voices”, Oxford  University Press,pp.113-114.

[xxx] – فوتيه ، كلود ” إفريقيا للإفريقيين “، ترجمة أحمد كمال يونس ، دار المعارف- القاهرة ، ص ص 31- 38.

[xxxi]–  Lodhi, Abdulaziz Y. (1993) : “The Language Situation in Africa Today”,in “Nordic Journal of African Studies” 2 (1), pp. 80. Sweden.

[xxxii]  –  شهوندو ، هربرت “تحويل اللغات الإفريقية إلى لغات عامية عقب الاستقلال”، ترجمة عبد الحميد فهمي الجمال ، في مجلة ديوجين ، عدد 161/105 ، مركز مطبوعات اليونسكو ، القاهرة ، ص 45 .

[xxxiii]–  Ludhi : “The Language Situation in Africa Today”,p.82.

[xxxiv] – Rubango, N. Ya (1986): “Le Francais au Zaire: Langue ‘Superieure’ et chances de ‘survie’ dans un pays Africain”, in  Language problems and Language Planning, vol 10,no 3. ,p.267 .

[xxxv] – Samuels, J.(1995) :”Multilingualism in the Emerging Educational Dispensation”, in “proceedings of SAALA” , vol 15,University of Stellenbosch ,p.31 .

[xxxvi]  –Sunday Times (Johannesburg), 16 April 2000.

[xxxvii] – Tripathi,P.D.( 1990): “English in Zambia: The nature and prospects of one of Africa’s ‘new English”, English Today, vo.l6, no. 3,p.38 .

[xxxviii] – Heines, B.( 1992): ”Language policies in Africa”, in R Herbert (ed) , Language and Society in Africa: The Theory and practice of Sociolinguistics, Johannesburg: Witwatersrand University press,p.27.

[xxxix] – Tollefson, J.W. : “Planning Language, Planning inequality” , New York , Longman. 1991, p.73.

[xl]  – Mlama,P.M.(1995): “Creating in mother-tongue: the challenge to the African writer today”, Research in African Literatures, vol. 21 , no 4. p. 9.

[xli]–  Popham (1998) : “Positive and Negative Aspects of the Dominance of English”, TESOL Quarterly, vol 32, no 4, p.717.

**************

 

 

 

 

  • المراجع العربية :

– برنزنجر، ماتيوس وآخرون : “موت اللغات في إفريقيا”، ترجمة د. أحمد عوض ، في مجلة ديوجين ، عدد 97/153 ص 19- 42. مركز مطبوعات اليونسكو ـ القاهرة .

– برنزنجر ، ماتيوس : “لغات الأقلية تراث ثقافي”، ترجمة أسامة زكي  ، في مجلة ديوجين ، عدد161/105، ص 1- 26. مركز مطبوعات اليونسكو ـ القاهرة .

الجزايرلي ، السيد  : “اللغة العربية تعيش هزيمة نفسية” ، جريدة اليوم الإلكترونية ، العدد 11289- السنة الأربعون (2004).

 ttp://www.alyaum.com.sa/issue/article.php?IN=11289&I=173804&G=1  

– حَسو ، عبد الحميد : “العولمة والهوية الثقافية”. http://aslimnet.free.fr/div/hassou.htm

ـ دياني ، سليمان بشير و أوسيبي ، هنري (1995) : “المسألة الثقافية في أفريقيا: السياقات والركائز وآفاق البحث” ، ترجمة مصطفى مجدي الجمال ، مركز البحوث العربية ، القاهرة.

– الربيعي ، فلاح خلف علي: ” آثار العولمة الاقتصادية على الهوية الثقافية” ، مجلة علوم إنسانية. www.uluminsania.net .

ـ زعتري ، علاء الدين (2002) : ” العولمة واللغة العربية” ، في أعمال لمؤتمر اللغة العربية أمام تحديات العولمة ، كلية الدعوة الإسلامية ـ بيروت 8 و9/نيسان/2002م. http://www.alzatari.org/motamarat/6.htm .

– شهوندو ، هربرت “تحويل اللغات الإفريقية إلى لغات عامية عقب الاستقلال”، ترجمة عبد الحميد فهمي الجمال ، في مجلة ديوجين ، عدد 161/105 ص 45-56 . مركز مطبوعات اليونسكو ـ القاهرة .

– فوتيه ، كلود ” إفريقيا للإفريقيين “، ترجمة أحمد كمال يونس ، دار المعارف- القاهرة .

 – وورم ، أ. ستيفن “موت اللغات واندثارها العوامل والظروف”، ترجمة د. أحمد عوض ، في مجلة ديوجين ، عدد 97/153 ص 3-17. مركز مطبوعات اليونسكو ـ القاهرة .

  • المراجع الأجنبية :
  • Bostoc,W.(2000):”South Africa’s language policy : controlled status enhancement and reduction”, in Mots pluriesls,no.13,

http://www.arts.uwa.edu.au/motspluries/MP1300wban.html.

  • Heine, Bernd & Nurse, Derek (2000):”African languages An Introduction”, Cambridge University Press.
  • Heines, B.(1992): ”Language policies in Africa”, in R Herbert (ed) , Language and Society in Africa: The Theory and practice of Sociolinguistics, Johannesburg: Witwatersrand University
  • Lodhi, Abdulaziz Y. (1993) : “The Language Situation in Africa Today”,in “Nordic Journal of African Studies” 2(1), pp. 79 – 86 , Sweden.
  • Mlama,P.M.(1990): “Creating in mother-tongue: the challenge to the African writer today”, Research in African Literatures, vol. 21 , no 4. 5 – 14.
  • Popham (1998) : “Positive and Negative Aspects of the Dominance of English”, TESOL Quarterly, vol 32, no 4.
  • Rubango, N. Ya (1986): “Le Francais au Zaire: Langue ‘Superieure’ et chances de ‘survie’ dans un pays Africain”, in Language problems and Language Planning, vol 10,no 3.
  • Samuels, J.(1995) :”Multilingualism in the Emerging Educational Dispensation”, in “proceedings of SAALA” , vol 15,University of Stellenbosch.
  • Shope, M. (1999): in WM Makgoba (ed) “African Renaissance”, Cape Town: Mafube & Tafelberg.
  • Sunday Times (Johannesburg), 16 April 2000.
  • Tollefson, J.W.(1991) : “Planning Language, Planning inequality” , Longman , New York.
  • Tripathi,P.D.( 1990): “English in Zambia: The nature and prospects of one of Africa’s ‘new English”, English Today, vo.l6, no. 3.
  • Webb,Vice, Kembo-Sure (2001):”African Voices”, Oxford university press.

**************

اللغة الأمهرية ومكانتها في ظل السياسات اللغوية الإثيوبية

قد يعجبك ايضا
اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد